هل تصبح البتكوين ملاذاً آمناً للمستثمرين كالذهب؟

في الآونة الأخيرة، شهدت البيتكوين ارتفاعاً ملحوظاً في قيمتها، حيث كانت قيمتها نحو 66 ألف دولار قبل حوالي الشهر، لتتجاوز مستوياتها القياسية وتصل إلى 92 ألف دولار في نوفمبر 2024. هذا الصعود الكبير في قيمتها يثير تساؤلات كثيرة حول إمكانية تحول البيتكوين إلى ملاذ آمن للمستثمرين، منافساً للذهب. كما تبرز تساؤلات حول إمكانية تبنيها كعملة قانونية عالمياً.
ما هي البيتكوين وكيف وصلت إلى هذا الرقم القياسي؟
البيتكوين هي عملة رقمية مشفرة تعتمد على تقنية البلوك تشين، وهي تقنية تجعلها لا مركزية بالكامل، مما يعني أنها لا تخضع لسيطرة أي جهة حكومية أو مؤسسة مالية. وهذا يعد من أبرز أسباب تميز البيتكوين، حيث تعتبر محصنة ضد التضخم وانهيارات البنوك. تم إطلاق البيتكوين في عام 2008 على يد شخص أو مجموعة تحت الاسم المستعار “ساتوشي ناكاموتو” كوسيلة لتحويل الأموال مباشرة بين الأفراد عبر الإنترنت دون الحاجة إلى وسيط مثل البنك.
اليوم، تُعتبر البيتكوين أصلاً رقمياً نادراً، حيث يبلغ إجمالي العرض منها 21 مليون وحدة فقط، مما يجعلها تشبه المعادن النفيسة مثل الذهب. هذه الندرة جعلت منها محط أنظار العديد من المستثمرين، الذين يرون في البيتكوين بديلاً محتملاً للذهب.
العلاقة بين البيتكوين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب
قد يتساءل البعض عن علاقة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بصعود قيمة البيتكوين. وفقًا لوكالة بلومبرج، من المتوقع أن تتجاوز قيمة البيتكوين 2000 دولار بنهاية عام 2025، حيث تشير التقارير إلى أن إدارة ترامب ستكون داعمة للعملات المشفرة وتعمل على تسهيل تشريعاتها. بل إن ترامب نفسه تعهد ببناء احتياطي من العملات المشفرة، وهو أمر قد يسهم في تخفيف القيود التنظيمية على السوق.
محللون أشاروا إلى أن فوز ترامب في الانتخابات عزز الرغبة في الاستثمارات التي تمثل حرية مالية، مما جعل البيتكوين خياراً مفضلاً بالنسبة للمستثمرين. كما أن السياسة المالية المتحفظة التي قد يتبناها ترامب ستساهم في تقليل تأثير التضخم، مما يجعل الذهب أقل جاذبية كملاذ آمن.
البيتكوين مقابل الذهب: هل يمكن أن تحل محل الذهب؟
يبقى السؤال الأبرز: هل يمكن للبيتكوين أن تكون بديلاً عن الذهب؟ بعد بحث وتحليل، نجد أن الجدل ما يزال مستمراً حول هذه المسألة. لكل من الذهب والبيتكوين مزايا تجذب المستثمرين، إلا أن هناك اختلافات أساسية بينهما:
- الندرة والقيمة الاحتياطية: البيتكوين نادرة مثل الذهب، حيث أن الحد الأقصى لإنتاجها هو 21 مليون وحدة فقط. هذه الندرة قد تدفع قيمتها إلى الارتفاع مع زيادة الطلب، مما يدفع البعض للاعتقاد بأنها “ذهب رقمي ثاني”.
- القابلية للتحويل واللامركزية: البيتكوين تتميز باللامركزية وسهولة النقل مقارنة بالذهب، حيث يمكن نقلها عبر الإنترنت بسهولة بين الدول والمناطق دون قيود جغرافية أو رسوم نقل مادي.
- التقلب والمخاطر: البيتكوين أكثر تقلباً من الذهب، مما يجعلها أقل استقراراً كملاذ آمن. قيمتها قد ترتفع أو تنخفض بسرعة بناءً على السوق، بينما يميل الذهب إلى التماسك في أوقات الأزمات المالية.
- القبول العام: الذهب لديه تاريخ طويل كاحتياطي للقيمة ويُحظى بقبول عالمي في الأسواق المالية. في المقابل، البيتكوين لا تزال تواجه تحديات في القبول من المؤسسات التقليدية وبعض الحكومات. ومع ذلك، يتوقع العديد من المراقبين أن إدارة ترامب قد تعزز قبول البيتكوين بشكل أكبر على المستوى العالمي.
البيتكوين كعملة قانونية
في سبتمبر 2021، دخلت السلفادور التاريخ عندما أصبحت أول دولة تتبنى البيتكوين كعملة قانونية. وهذا الحدث ألقى الضوء على إمكانية استخدام البيتكوين كعملة رسمية في الدول الأخرى. لكن، لا يزال قبول البيتكوين كعملة قانونية عالمياً في مرحلة مبكرة، ويواجه تحديات من الحكومات والبنوك المركزية في معظم الدول.
الخلاصة
البيتكوين قد لا تحل محل الذهب تماماً، لكنها قد تكون مكملًا له. بينما يرى البعض أن البيتكوين قد تكون بديلاً رقميًا للذهب، يفضل آخرون التنويع بين الأصول التقليدية مثل الذهب والأصول الرقمية مثل البيتكوين. في النهاية، كل من الذهب والبيتكوين يقدمان مزايا مختلفة، ويعتمد الاختيار بينهما على تفضيلات المستثمرين واستراتيجياتهم المالية.